الأحد، 18 ديسمبر 2011

البيوت السعيدة

البيوت السعيدة
د. جاسم المطوع
إن الأسرة هي عماد المجتمع وهي الخلية الأولي في بنائه ، وبقدر ما تكون الأسرة متعاونة يكون المجتمع قويا .
وقد جعل الله سكن الزوجين لبعضهما والمودة القائمة بينهما من آياته في هذا الكون {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
ولو عددنا إيجابيات الأسرة السليمة في المجتمع لحصل لنا تصديق لكلام الله في وصف ذلك من آيات الكون ، فالسكن النفسي والجسدي ، والتواصل والتكامل ، والحب والمودة ، واكتساب الخبرة والصبر ، واحترام الآخر والتضحية والإيثار ، والإبداع في حل المشاكل والمعضلات ، والشورى والتعاون ، والاهتمام والرعاية ، والذرية الصالحة ، فضلا عن كون التعامل الزوجي عبادة !!
نعم . عبادة تعطينا الكثير من الحسنات والخير ، أليس هذا كافيا لشعورنا بأهمية الأسرة في المجتمع ؟
ولعل أغلب الناس يدركون أهمية الأسرة ، لكنهم يجهلون التوصل إلي أسرة سعيدة ومتعاونة وبناءة . وهم يقرؤون كلام العقاد حين يقول : (  أعطني بيتا سعيداً وخذ وطناً سعيداً ) ، لكنهم يجهلون كيفية الوصول إلي تلك السعادة .
إن من يريد أن يصبح تاجراً يلزمه كخطوة أولي أن يتعلم فقه التجارة ، ومن يريد الطب عليه بالدراسة ، وهكذا كل علم وفن وأمر مهم ، فهل الثقافة الزوجية – بعد ما علمنا أهمية الأسرة – أقل شأنا من تلك الأمور ؟!
إن كثرة ما رأيته وعايشته من خلافات أسرية ، ومشاكل زوجية وتفكك مجتمعي ، وحالات طلاق لأسباب لا معني لها – وقد تكون تافهة أحيانا – قادني لسؤال نفسي : ما السبب الرئيسي وراء كل هذا ؟؟ وحضرني الجواب : إنه الجهل بأحكام الدين ووصاياه فيما يتعلق بالأسرة ( من أحكام الخطبة والزواج والطلاق ) فبدأت أبحث في المكتبات الإسلامية عن كتب في هذا الشأن ، ووجدت الكثير ، لكن المشكلة ظلت قائمة !!
فالكتب تميل إلي العبارة الفقهية ( الصعبة في بعض الأحيان علي أهل هذا الزمان ) ، ثم كثير منها كأنه لا علاقة له بمشاكل الأسرة اليوم ، بل هناك مستجدات أسرية تحتاج لبيان وتوضيح ، وهذه مشكلة لابد من المشاركة في حلها .
ومع كثرة القضايا والمشاكل الأسرية في مجتمعنا اليوم فإن هذا قادنا إلي إنشاء أكاديمية الفرحة لعلوم الأسرة وهي بالفعل مشروع حضاري لنهضة الأسرة المسلمة وأتمنى من كل أسرة مسلمة أن ينتسب فرد منها حتي تكثر البيوت السعيدة وتكون السعادة عادة .
د

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق